جول اتش دي - كورة

انتهت مواجهة ليفربول أمام ضيفه سندرلاند بنتيجة التعادل الإيجابي 1-1 في اللقاء الذي جمعهما على ملعب آنفيلد، مساء الأربعاء، ضمن منافسات الجولة الرابعة عشرة من الدوري الإنجليزي الممتاز لموسم 2025-2026. وشهدت المباراة إثارة كبيرة على مدار شوطيها، حيث بحث ليفربول عن استعادة نغمة الانتصارات بينما حاول سندرلاند تأكيد نتائجه القوية هذا الموسم.

منذ الدقيقة الأولى ظهر ليفربول بشكل هجومي واضح، محاولًا فرض أسلوبه المعتاد بالضغط العالي والاستحواذ على الكرة. ومع ذلك، بدا سندرلاند منظّمًا في الجوانب الدفاعية، معتمدًا على التراجع والضغط في المساحات الضيقة لإفشال محاولات أصحاب الأرض في بناء الهجمات. ورغم هذا الاستحواذ، فشل ليفربول في اختراق دفاع الخصم خلال الشوط الأول، في ظل غياب اللمسة الأخيرة وعدم قدرة المهاجمين على استغلال الفرص القليلة التي سنحت لهم.

وشهدت التشكيلة الأساسية لليفربول مفاجأة مدوّية بعد جلوس النجم المصري محمد صلاح على مقاعد البدلاء، الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة بين الجماهير. حاول المدرب الهولندي آرني سلوت الاعتماد على المرونة الهجومية من دون صلاح، لكن الفريق افتقد لسرعة التحول وعمق التحركات في الثلث الأخير، لينتهي الشوط الأول بالتعادل السلبي دون أهداف، وسط إحباط واضح من جماهير الريدز.

مع بداية الشوط الثاني، اضطر سلوت إلى إجراء التغيير المنتظر بالدفع بمحمد صلاح على أمل تحسين الفعالية الهجومية. ومع دخول صلاح، زادت سرعة اللعب وتحركت الجبهة اليمنى بصورة أفضل، لكن سندرلاند كان لديه رأي آخر، حيث باغت ليفربول بهدف مفاجئ في الدقيقة 67 عبر اللاعب شمس الدين طالبي الذي سدد كرة صاروخية من خارج منطقة الجزاء، هزّت شباك أليسون Becker وقدمت أفضلية ثمينة للضيوف.

بعد التأخر، بدأ ليفربول في شن موجات متتالية من الهجمات للوصول إلى التعادل، مستفيدًا من تحركات صلاح وتمريرات فيرتز وتقدم الأظهرة. وفي الدقيقة 81، نجح الريدز في إدراك التعادل بطريقة درامية، حيث أطلق فلوريان فيرتز كرة قوية داخل المنطقة ارتطمت بمدافع سندرلاند نوردي موكيلي وتحوّلت إلى هدف بالنيران الصديقة، ليعيد المباراة إلى نقطة البداية ويمنح أصحاب الأرض الأمل في قلب النتيجة.

وفي الدقائق الأخيرة من اللقاء، كثّف ليفربول الضغط بشكل كبير، وخلق عدة فرص خطيرة عبر الكرات العرضية والتسديدات البعيدة. ومع ذلك، أظهر دفاع سندرلاند صلابة كبيرة، مدعومًا بتمركز ممتاز داخل منطقة الجزاء، مما أجبر ليفربول على الاكتفاء بنقطة واحدة رغم محاولاته الجادة لتحقيق الفوز. كما تألق حارس مرمى سندرلاند في التصدي لعدد من الكرات المحققة، ليحافظ على نتيجة التعادل حتى صافرة النهاية.

وبهذه النتيجة، رفع ليفربول رصيده إلى 22 نقطة ليحتل المركز الثامن في جدول الترتيب، وهي نتيجة لا تعكس طموحات الفريق ولا جماهيره التي كانت تأمل في الاقتراب أكثر من المراكز المؤهلة لدوري أبطال أوروبا. أما سندرلاند فقد واصل عروضه المميزة هذا الموسم، رافعًا رصيده إلى 23 نقطة في المركز السادس، ما يعكس حالة التطور الواضحة التي يشهدها الفريق سواء على الصعيد الفني أو الجماعي.

ويواجه ليفربول تحديات كبيرة في الأسابيع المقبلة، خاصة في ظل ضغط المباريات وضرورة تحسين الأداء الهجومي وتصحيح الأخطاء الدفاعية التي باتت تكلف الفريق نقاطًا مهمة. كما ينتظر الجمهور دور أكبر لمحمد صلاح في الفترة القادمة، لقيادة الفريق نحو تحقيق نتائج أفضل واستعادة مسار الانتصارات في الدوري الإنجليزي الممتاز.